معرفة المريض رقم صفر تكشف المستور.

صار تتبع أخبار الفيروس هاجس الجميع، فحياتنا أضحت جحيما دنيويا بسبب ما نشهده من خسائر بشكل يومي على جميع الأصعدة.

 

خسرنا أحبتنا بسبب هذا العدو المتخفي، انهار إقتصاد بعض الدول،  و شعوب نخرها الجوع بسبب إغلاق مشاريعها الصغيرة.

كلما انفرجت الأزمة و استقر الوضع تباغتنا موجة جديدة تعيدنا إلى بداية الطريق.

 

اطمأنت الشعوب بفضل تطوير التلاقيح فسارعت لأخذ التلاقيح،  رغم أنها لم تكن على دراية بمدى نجاعتها كل ما في الأمر أن الإنسان في الأزمات مثل الغريق يتشبث و لو بقشة.

 

بعد إنتاج التلقيح و بلوغه مختلف دول العالم أثبتت التجارب أنه يمكن أن يخفف من أعراض الفيروس بالنسبة لحالات معينة لكنه لا يؤثر على حالات أخرى،

و ما حصل في روسيا في هذا الأسبوع خير دليل على أن اللقاح لن يصمد كثيرا أمام الموجات الجديدة،  التي تحمل معها سلالات جديدة تفتك بحياة الناس.

 

أمام هذه الأحداث المهمة و بحث الإنسان على وسيلة ليستمر و يحافظ على بقائه مازالت حقيقة ظهور الفيروس خفية على الجميع.

 

دعونا نراجع ما حدث علنا نتوصل إلى خيط ناظم بين كل الفرضيات التي تقدمت بها جهات مختلفة.

 

في شهر سبتمبر و مع بداية الفيروس بدأت هجمة من التهكم على الشعب الصيني من قبل بعض الدول الغربية،  و ذلك بعد رواج خبر انتقال الفيروس من الخفافيش التي يستهلكها الصينيون إلى الإنسان،  و كانت الولايات المتحدة الأمريكية التي تدعي أنها تشرع الاختلاف في المواقف و الثقافة و العادات لكنها في أول اختبار لها أثبتت أنها مجرد شعارات ترفعها لتلميع صورتها.

فهي بذلك الأسلوب البسيط حاولت تشويه الصين، لكن العلماء ليسوا بتلك السذاجة ليصدقوا كل ما يسمع من العامة،  فانهمكوا في البحث و التحري من صدق المعلومة أو زيفها.

و بعد أسابيع قليلة أكدت التجارب أن الفيروس الموجود في الخفاش مختلف تمام الاختلاف على الفيروس الذي يحمله الإنسان،  مما دعا العلماء لنفي تلك الفرضية لعدم تطابقها مع العلم.

و واصلوا الخوض في الموضوع لعلهم يتوصلون إلى إجابة تشفي غليلهم.

مازالت الولايات المتحدة الأمريكية متربصة بالصين و تنتظر  الفرصة المناسبة لتتيح بها بأي طريقة كانت، إنها لا تجيد المنافسة النزيهة و كثيرا ما تلجأ لمثل هذه الأساليب الدنيئة.

 

بعد الهدوء الذي أبدته لفترة ثبت أنه هدوء ما قبل العاصفة،  و هي تجهز لخطة أخرى محكمة البناء.

لقد أشعلت فتيل النار مجددا و اجتهدت في تحريض منظمة الصحة العالمية التي قررت بدورها إرسال فريق آخر إلى الصين لعلها تتمكن هذه المرة من الحصول على دليل تدينها به.

 

لا تنكر الصين تخوفها من أن ينصب لها فخ لإدانتها، فأمريكا في عين العالم داهية تستطيع التلاعب بالعلم و الحقائق من أجل تحقيق مآربها الشخصية.

لا أدلة تدين الصين هذا ما أكده الفريق الأول من العلماء  و ما أنكره كذلك أتباع الرئيس الأمريكي جون بايدن،  فما الذي يدعوه اليوم للدعوة للبحث من جديد؟

 

إن العاقل لا يصدق أن ما يحصل و ما تقدم عليه أمريكا بريء و ليس هناك ما تخفيه وراء ذلك.

المريض رقم صفر محور حديث العالم، هل هو مهم إلى هذا الحد؟ هل تنفرج الأزمة باكتشافه؟

 

لا أعتقد أن العلماء يصرون على هذا الأمر من فراغ لا بد من فائدة من ذلك.

بحثنا و تحرينا في الأمر فثبت أنه أمر غاية في الأهمية، و لو اكتشف العلماء حقيقة انتقال الفيروس لكان إيجاد دواء أمر وارد جدا كما،  كنا قادرين على التحكم في انتشار الفيروس.

فكيف نحاصر شيئا لا ندرك مصدر؟

حديث عن انطلاقه من أمريكا و آخر عن ظهوره في الصين و معلومات علمية عن بدايته في أروبا و بعض دول آسيا. لو كان المصدر معلوما لتوقف عنده و اختصرنا الطريق.

ماذا لو كان الحديث عن ظهور الحالة الأولى في دولة أروبية؟ كيف السبيل لتأكيد ذلك و أمريكا لا ترى غير الصين؟ لماذا تستعمل هذه الكلمة و كأنها اتهام؟ منذ متى تتهم الدول بالأوبئة؟

 

إذا أصبح المريض رقم صفر تهمة فعلينا إذن أن نصدق نظرية المؤامرة،  و نجهز أنفسنا للحرب البيولوجية التي شاع الحديث عنها،  لكن إذا ثبتت صحة ذلك فمن مصلحته أن يستعمل هذه الأساليب؟

 

من أمضى حياته في هذا المجال؟ هددت الولايات المتحدة الأمريكية دولا كانت تعرف بعظمتها منها دول  عربية، و أشارت إلى أنها قادرة على استعمال أسلحة لا ترى.

فهل آن الأوان لاستعمالها؟ لكن لماذا امتنع المجتمع الدولي عن تقديم ردود صارمة،  ربما طمعا في الحصول على العقار الذي تحتفظ به الدول التي وضعت المخطط.

 

إذا صدق هذا الحديث فكيف يستطيع الأمريكان الحديث عن الإنسان و الإنسانية و حقوق الإنسان؟  عليها على الأقل أن تتوقف عن المتاجرة بالإنسان،  و اعتماده شعار لتتستر به على جرائمها الممتدة، أشعلت نار الحرب في إفريقيا و الشرق الأوسط فهل فعلتها و فكرت في إبادة العالم عبر الفيروس؟

 

د. جمال الشوكاني